بمبادرة "نساء ضد العنف" و"سدرة":أصوات نساء هدمت بيوتهن يعلو في الناصرة

بمبادرة " نساء ضد العنف " و"سدرة " :

أصوات نساء هدمت بيوتهن يعلو في الناصرة


" التجربة بأصوات النساء" ، عنوان الطاولة المستديرة التي عقدتها جمعية " نساء ضد العنف " بالتعاون مع جمعية "سدرة" ، يوم الخميس في مقر لجنة رؤساء السلطات المحلية ولجنة المتابعة العليا، بهدف إحضار أصوات النساء وتجربتهن في العام والخاص في هدم البيوت، أصوات نساء تعلو صارخة في وجه حملة هدم البيوت العنصرية التي تشنها قوات الهدم والتشريد.
افتتحت البرنامج علا نجمي – يوسف قائلة :" تحتل النساء مكان في الصدارة من حيث التصدي والنضال ضد هدم البيوت ، لكن صوتهن لا يحضر دائماً للحيز العام ولهذا اخترنا هذا اليوم لفسح المجال أمام النساء لمشاركتنا بتجاربهن" . كما وأشارت إلى أنه حان الوقت لتقف النساء على منصة الحوار الوطنية ، وليحضرن تجاربهن الى موقع أتخاذ القرار في اللجنة القطرية ولجنة المتابعة.
فيما تحدث السيد عادل أبو الهيجا، رئيس بلدية طمرة باسم اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية عن دور النساء في المعركة ضد هدم البيوت والنضال بالتصدي لهذه الظاهرة وأكد على العمل من اجل تحفيز المرأة في الدفاع عن الأرض والمسكن، وعلينا جميعاً قيادات وجمعيات ومجتمع أجمع أن نضع هذه القضية على سلم أولوياتنا.


واستعرضت السيدة سناء خشيبون ، تدرس للقلب الثالث في مداخلتها أهم نتائج البحث الذي قامت به تحضيرا لرسالة الدكتوراة أهمية البيت وتأثير فقدانه على العائلات الفلسطينية في القدس وأشارت إلى أهمية البيت في حياة الإنسان. و في تأكيدها على تجربة نساء القدس، برز من بينها شهادة أمرأة مقدسية قالت : "من لما هدوا بيتي بطلت أعرف مين أنا وشو اعمل... ضياع وخوف والدنيا تغيرتن الناس تغيرت، حتى أولادي وعيلتي تغيروا". وأشارت خشيبون إلى 3300 عائلة عربية فلسطينية يعيشون في القدس، وسياسات الفصل العنصرية التي تنتهجها دولة إسرائيل ضد مواطني القدس حيث أعلن في وقت لاحق عن وجود 2000 وحدة بناء بدون ترخيص مهددة بالهدم 40 % منها تابعة للعائلات الفلسطينية.
 


وعن خصوصية التخطيط والهدم في المدن المختلطة، تحدثت السيدة بثينة ضبيط، مركزة مشروع المدن المختلطة في شتيل عن انعكاس سياسة الدولة على المدن المختلطة إن كان في تضييق الحيز على المواطنين العرب، والجرائم التي ترتكبها في تشريد العائلات العربية الصامدة في المدن المختلطة هادفين بذلك إلى ترحيلهم، مشيرة الى أن نكبة الفلسطينيين في 1948 ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. وأكدت ضبيط على اهمية التنظم على مستوى اللجان الشعبية ولجان الأحياء، وحركات الشبيبة التي تدعم صمود العائلات الواقعة تحت قرارات الهدم العنصرية.
السيدة فريدة شعبان تحدثت عن تجربتها في النضال في حي دهمش على وجه الخصوص " أكثر شي ممكن يقوينا عند وجود أمر هدم هو وجود الناس حوالينا، الحاكم قال كل إنسان من واجبه أنه يدافع عن بيته، أنا وأولادي دافعنا عن بيتنا وكنا مستعدين نموت من أجل البيت".


فيما عرضت السيدة حنان الصانع، جمعية سدرة آثار حملة هدم البيوت على نساء النقب، الحملة التي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا حيث وصل وفد نساء النقب متأخرا صباحا بسبب قرار الهدم الذي وصل إلى قرية العراقيب للمرة السابعة على التوالي، وأكدت الصانع أن النساء لم يأتين الى هذا اليوم ليسمعن كلمة شكر وترحيب من قيادات الأحزاب إنما من أجل إسماع صوتهن عالياً، وأكدت في مستهل حديثها أنه يتوجب علينا جميعاً وضع موضوع المرافعة الدولية على أجندة عملنا وأسماع أصواتنا دوليا.
من العراقيب كانت تجربة السيدة صباح الطوري التي قالت "يوم 27.7.10 كان أصعب يوم في حياتنا، وهو يوم نكبة العراقيب، 1700 جندي حاصروا القرية بكل أنواع الأسلحة الموجودة هدموا بيوتنا ، شردونا واستهزأوا بنا، هذه دولة مخلة للنظام العام هذه دولة لا تحترم نفسها، من يشرد العائلات ويخيف الأطفال لا ضمير له".
وبصوتها وصفت السيدة منوى عامر الطلالقة من قرية أبو طويل كيف إجتاحت قوات الهدم العنصرية بلدتها وهدمتها، واعتقلوها وأولادها الأربعة الذين ما زالوا معتقلين حتى اليوم، ولا أحد يتابع قضيتهم لا جمعيات حقوقية ولا قيادة . كما ودعت السيدة منوى اقيادات الجماهير العربية والجمعيات الحقوقية للمساهمة والتجند من أجل إطلاق سراح أبناءها " .


أم فارس –من قرية الزرنوق قالت" هم رح يهدموا وإحنا رح نبني، خلينا نموت تحت الأنقاض شو المشكلة المهم بأرضنا".
وتلخيصا للنقاش عبرت جميع المشتركات بأنهن وبالرغم من تعّدد الأصوات الاّ أن التجربة واحدة والجريمة واحدة وهدم البيت لا يختلف إن كان في القدس أو النقب أو دهمش... " إننا كنساء وعائلات كان لنا بيت فقدناه بين ليلة وضحاها، لأصواتنا جميعاً نضال مستمر أبى ويأبى الرضوخ لجرافات الهدم العنصرية. لتجاربنا صدى يتردد على مسامعنا، صدى يزيدنا إصراراً ويؤكد أن للنساء صوت ومقولة في كل ما يتعلق بقضايانا الوطنية السياسية والمجتمعية ولا نقبل بتهميش دورنا كنساء" .
كما وعبرت المشاركات عن تقديرهن لمندوب سكرتارية اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية والكلمة الترحيبية التي القاها ولكنهن بنفس الوقت عبرن عن إستيائهن من عدم مشاركة القيادات الحزبية ومندوبيها ومندوباتها الناشطات في مجتمعنا، وطالبن بعقد مثل هذه اللقاءات مرة ثانية وثالثة سوية مع الأحزاب والحركات السياسية بهدف وضع طرق عمل للمواجهة والتصدي لسياسات الهدم ومن أجل رفع صوتهن كنساء وصوتنا كجماهير على المستويات المحلية والدولية لوقف سياسة الهدم والتشريد والتضييق والعنصرية اتجاهنا كفلسطينيات/ين في هذه البلاد .